استئصال ورم حميد في القولون بالمنظار: الأنواع والفحوصات الطبية
الأورام هي مرض العصر، فنجد اليوم أن في كل عائلة قد يتواجد على الأقل مريض يعاني من الإصابة بأحد أنواع الأورام، خبيثة كانت أو حميدة. وتعتبر أورام القولون من أكثر الأنواع انتشارًا في مصر، فقد تصل أعداد الإصابة به إلى 4000 حالة سنويًا من الرجال والنساء. لذا يعمل الأطباء على نشر الوعي بين الناس بماهية المرض، وطرق علاجه، وأهمية الكشف المبكر للمرض في الحفاظ على صحة المريض.
وقد يكون ورم القولون حميدًا أو خبيثًا، ونتعرف فيما يلي على أهم الفروق بين كلًا منهما، وأهم إجراءات استئصال ورم حميد في القولون بالمنظار .
كيف يتم تحديد نوع الورم حميد أم خبيث؟
الأورام هي عبارة عن مجموعة من الخلايا التي خرجت عن مسارها الطبيعي وقررت النمو بصورة غير طبيعية، وقد تكون حميدة أو خبيثة. ويمكن التفرقة بين نوعي الورم من خلال بعض الخصائص التي يتميز بها خلايا كل منهما كما يلي:
الأورام الحميدة:
هي أورام غير سرطانية، وتكون أقل ضررًا بكثير من الأورام الخبيثة. وفي الغالب يمكن علاجها عن طريق استئصالها، وفي بعض الحالات قد يحتاج المريض إلى بعض جلسات العلاج الكيميائي أو الإشعاعي. وتتميز خلايا الأورام الحميدة ببعض الخصائص أهمها:
تنمو ببطء، ولكن يمكنها النمو إلى أحجام كبيرة جدًا.
لا تنتشر إلى مناطق أخرى من الجسم، ولا تغزو الأنسجة المجاورة.
يظهر الحمض النووي للخلايا بشكل طبيعي عند فحصه بالمجهر.
لا تفرز هرمونات أو مواد أخرى تؤثر على الجسم، باستثناء ورم الغدة الكظرية.
من غير المحتمل تكرار الإصابة بها بعد إزالتها، وإذا حدث ذلك فعلى الأغلب ستكون في نفس المكان.
خطورة الأورام الحميدة لا تقارن بخطورة الأورام الخبيثة، لكنها قد تمثل خطرًا على صحة المريض إذا كان نموها بجانب أحد الأعضاء الحيوية الهامة، أو تضغط بشدة على الأعصاب، أو تعيق تدفق الدم بصورة طبيعية.
الأورام الخبيثة:
هي أورام سرطانية، تمثل خطر كبير على صحة المريض، ومراحل علاجها تكون أصعب وأكثر خطورة من الأورام الحميدة، وتتميز خلايا الأمراض الخبيثة ببعض الخصائص، أهمها:
معدل نموها سريع، ويمكنها الانتشار بسهولة إلى الأنسجة المجاورة من خلال مجرى الدم أو العقد الليمفاوية.
من المحتمل تكرار الإصابة بها، وقد تكون الإصابة في نفس المكان أو في أماكن أخرى من الجسم.
يختلف شكل خلايا الأورام الخبيثة عن شكل الخلايا الطبيعية عند فحصها تحت الميكروسكوب، وتتميز الخلايا بأنويتها الكبيرة غامقة اللون.
يتطلب علاجها استخدام العلاج الكيميائي أو الإشعاع.
ومن خلال الفروق الواضحة بين خلايا الورم الحميد وخلايا الورم الخبيث، يتمكن الطبيب من تحديد نوع الورم ووضع خطة العلاج التي يحتاجها المريض.
الفحوصات المطلوبة قبل استئصال ورم حميد من القولون بالمنظار
إذا تم تشخيصك بالإصابة بورم حميد في القولون، وتقرر علاجه باستئصال الورم، فإن عملية استئصال ورم حميد في القولون بالمنظار تعد من أفضل الخيارات المتاحة أمام المريض، فهي تجنب المريض الشق الكبير على طول البطن الذي اعتاد الأطباء عمله في الجراحات التقليدية، بينما الآن في ظل وجود جراحة استئصال ورم حميد في القولون بالمنظار يقوم الطبيب بعمل مجموعة من الشقوق الصغيرة في البطن. وقبل البدء في العملية يحتاج المريض للقيام بمجموعة من الفحوصات اللازمة، منها:
عمل مسح تام للجسم، والذي قد يساعد في الكشف عن بعض النقائل السرطانية.
تنظير القولون “colonoscopy” ويتم إجراؤه للتأكد من عدم وجود أية أورام أخرى، وفيه يتم إدخال مجموعة من الألياف البصرية من خلال فتحة الشرج وتصل إلى نهاية القولون للبحث عن أية أورام أخرى.
إجراء تصوير مقطعي للقفص الصدري، والبطن، والحوض، لمعرفة حجم الورم والتأكد من أنه ورم حميد لم ينتشر إلى مناطق أخرى من الجسم.
فحوصات الدم، ويتم إجراؤها لمعرفة الوضع الصحي للمريض، والاطمئنان على كافة وظائفه الحيوية للجسم.
فحص الأمواج فوق الصوتية للكشف عن مدى تغلغل الورم.
خطوات استئصال ورم حميد من القولون بالمنظار
تعتبر أورام القولون ثالث أنواع الأورام انتشارًا على مستوى العالم، ونظرًا لما تسببه الجراحة التقليدية لإزالة الأورام من شقوق جراحية كبيرة، وفرص أكبر لحدوث العدوى، فإن جراحة استئصال ورم حميد في القولون بالمنظار أصبحت الخيار الأفضل من قبل الطبيب وكذلك المريض. وتتم هذه العملية من خلال مجموعة من الخطوات تتمثل فيما يلي:
يتم عمل عدد من الشقوق الجراحية الصغيرة في بطن المريض تتراوح ما بين نصف إلى واحد سنتيمتر.
يتم إدخال أنبوب صغير يحمل كاميرا فيديو من خلال أحد هذه الشقوق، وبالتالي يمكن للطبيب رؤية صورة حية لكل ما هو داخل جسم المريض.
ثم يقوم الطبيب بإزالة الورم من القولون.
تمثل جراحة استئصال ورم حميد في القولون بالمنظار خيارًا أفضل بكثير من الجراحة المفتوحة التي قد تعرض المريض لخطر الإصابة بالعدوى أو النزيف. كما أنها توفر للمريض تعافي أسرع وإقامة أقل بالمستشفى، وعودة سريعة إلى المنزل.
نصائح بعد استئصال ورم حميد من القولون بالمنظار
نجاح عملية استئصال ورم حميد في القولون بالمنظار لا يقتصر على الإجراء الجراحي فقط، بل يؤثر التزام المريض بالتعليمات التي يوصي بها الطبيب في الحصول على النتائج المرجوة من العملية. ومن أهم التعليمات والنصائح التي يجب الالتزام بها بعد العملية:
تناول الأدوية وتطبيق الوصفات الطبية كما يوصي الطبيب.
ممارسة المشي والبدء في الحركة كما يوصي الطبيب، للتقليل من خطر الإصابة بالجلطات والالتهاب الرئوي.
الالتزام بالنظام الغذائي الذي يوصي به الطبيب، والابتعاد عن تناول الكحوليات.
شرب كميات كافية من المياه يوميًا.
تجنب تناول الأطعمة التي تسبب الغازات مثل: البروكلي، والبصل، والكرنب.
العناية بمنطقة الجرح وتغيير الضمادات كما يوصي الطبيب.
التواصل مع الطبيب عند الشعور بأي مضاعفات شديدة مثل: انبعاث رائحة كريهة من الجرح، آلام شديدة لا يمكن تحملها،الإصابة بالحمى الشديدة.
تجنب الأعمال البدنية الشاقة، ورفع الأوزان الثقيلة.
الأورام الحميدة قد لا تمثل خطر كبير على صحة المريض، ولكن لا ينبغي الإهمال في معالجتها واستئصالها على الفور بمجرد اكتشافها، فبعض من هذه الأورام الحميدة قد يتحول إلى ورم خبيث، وتتفاقم المشكلة بصورة أكبر. كما أن الجراحة لم تعد تمثل مصدر قلق أو خطير كبير على صحة المريض في ظل وجود جراحات استئصال الأورام بالمنظار.