عملية استئصال ورم الغدة الدرقية: الأنواع، الفحوصات الطبية، وأكثر
عملية استئصال ورم الغدة الدرقية بصفة عامة لا تعتبر إجراء خطير، لكن تكمن الخطورة في المسبب للعملية، والمضاعفات التي قد تنتج عنها. ويعد الاستئصال الكلي أو الجزئي للغدة الدرقية أحد الحلول الفعالة للكثير من المرضى عند مواجهة أورام الغدة الدرقية الحميدة أو الخبيثة، وكذلك المشاكل الأخرى المتعلقة بنشاط الغدة.
وتوجد عدة تقنيات يتم من خلالها عملية استئصال ورم الغدة الدرقية .
ما هو ورم الغدة الدرقية ومتى نلجأ لاستئصاله؟
الغدة الدرقية عبارة عن غدة صغيرة الحجم توجد في قاعدة الرقبة، وتقوم بإنتاج هرمونات تتحكم في العمليات الحيوية في جسم الإنسان مثل: عمليات التمثيل الغذائي، ومعدل ضربات القلب، ومستوى ضغط الدم، وقدرة الجسم على حرق السعرات الحرارية الداخلة إليه.
ورم الغدة الدرقية هو عبارة عن نمو غير طبيعي لخلايا الغدة الدرقية وتضخمها بشكل ملحوظ، وغالبًا ما يحدث نتيجة لتغيير أو خلل في التركيب الجيني للخلايا.
في الوضع الطبيعي تقوم الغدة الدرقية بإفراز الهرمونات طبقًا لما تحدده الغدة النخامية لها، فالغدة النخامية هي المتحكمة في كمية الهرمونات التي تنتجها الغدة الدرقية، وذلك من خلال هرمون TSH الذي تفرزه في الدم، وعند إصابة الغدة الدرقية بفرط النشاط تقوم بإفراز كمية كبيرة من الهرمونات، وبالتالي تقل كمية هرمون الغدة النخامية المتحكم بها، وتبدأ الغدة في التصخم، وتكوين العقيدات التي قد تكون حميدة أو خبيثة. وعند حدوث ذلك يواجه المريض عدة أعراض غير طبيعية مثل:
تسارع ضربات القلب.
تعب وضعف في العضلات.
نقص ملحوظ في الوزن.
الشعور بالانفعال والتوتر معظم الوقت.
وتعتبر عملية استئصال ورم الغدة الدرقية أحد الحلول التي يتم اللجوء إليها في هذه الحالة إذا فشل العلاج الدوائي في معالجتها.
ويعتبر الجويتر (Goiter) أو ما يعرف بتضخم الغدة الدرقية أحد الحالات التي قد يتم فيها اللجوء إلى عملية استئصال ورم الغدة الدرقية لأن فيه يزداد معدل نمو الخلايا بصورة كبيرة، وتنتج كميات كبيرة من الهرمونات تفوق حاجة الجسم، مما يستوجب استئصالها. وقد يكون الاستئصال كلي أو جزئي حسب حالة المريض، وسبب المشكلة لديه. وبالطبع يكون الاستئصال هو الحل الأمثل في حالة إذا كان الورم الذي أصاب الغدة من النوع الخبيث.
الفرق بين أنواع استئصال ورم الغدة الدرقية الكلي والجزئي
قد تتطلب عملية استئصال ورم الغدة الدرقية استئصال كلي للغدة أو جزئي، وذلك حسب حالة المريض، وسبب القيام بالعملية.
في حالة الاستئصال الجزئي للغدة:
يتم استئصال جزء من الغدة الدرقية، وبعد العملية يمكن للجزء المتبقي القيام بعمل الغدة بصورة طبيعية، وعلى الأغلب لن يحتاج المريض إلى اللجوء للعلاج بالهرمونات كما يحدث في حالات الاستئصال الكامل.
في حالة الاستئصال الكامل للغدة الدرقية:
يتم استئصال الغدة بشكل كامل، وفي الغالب يلجأ الأطباء لهذا الحل عند إصابة المريض بأورام خبيثة. وفي تلك الحالة لن يتمكن الجسم من إنتاج الهرمونات التي كانت تنتجها الغدة الدرقية، لذا يلجأ المريض إلى الحصول على هذه الهرمونات في صورة أقراص يتم تناولها يوميًا حسب الجرعة التي يوصي بها الطبيب.
الفحوصات اللازمة قبل إجراء عملية استئصال ورم الغدة الدرقية
من المتعارف عليه أن قبل الإقدام على أية عملية جراحية يجب الاطمئنان على الصحة العامة للمريض، والتأكد من أنه مؤهل تمامًا للخضوع للجراحة والتعرض للتخدير، لذا يطلب الطبيب من المريض عمل مجموعة من الفحوصات، منها:
فحوصات الدم، وتشمل: صورة الدم الكاملة، واختبارات وظائف الكبد والكلى، واختبارات تخثر الدم، واختبارات وظائف الغدة الدرقية.
فحص الغدة الدرقية بالموجات فوق الصوتية.
رسم القلب، وإجراء الأشعة السينية على الصدر.
وبالإضافة إلى هذه الفحوصات، قد يلزم الطبيب المريض ببعض التعليمات الهامة قبل العملية، مثل:
إذا كان يتناول أي أدوية مميعة للدم، يجب أن يتوقف عن تناولها بمدة معينة قبل عملية استئصال ورم الغدة الدرقية كما يوصي الطبيب؛ حتى لا يتعرض للنزيف أثناء العملية.
التوقف عن تناول الطعام من الليلة التي تسبق العملية.
التأكد من أن المريض لا يعاني من أي تحسس تجاه المخدر المستخدم للعملية.
متى نختار استئصال ورم الغدة بالليزر عن الطرق الأخرى؟
عملية استئصال ورم الغدة الدرقية مثل أي عملية جراحية أخرى يمكن أن تتم بعدة تقنيات مختلفة، حسب ما يوصي به الطبيب وما يتناسب مع وضع المريض. .
لا يتم عمل شق كبير في الرقبة في هذه عملية استئصال ورم الغدة الدرقية،.
الألم الناتج عن العملية يكون أقل بكثير.
تمنح الطبيب رؤية أوضح للأعضاء الداخلية، ويتمكن من إزالة الورم بصورة أفضل.
لا يحتاج المريض إلى فترة نقاهة كبيرة بعد عملية استئصال ورم الغدة الدرقية، بل يتم الشفاء خلال وقت قصير
.
خطوات تكملة العلاج بعد عملية استئصال ورم الغدة الدرقية
عندما يخضع المريض إلى عملية استئصال ورم الغدة الدرقية ويتم استئصال جزء من الغدة أو استئصالها كليًا، فإن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل يوجد مرحلة هامة جدًا بعد عملية استئصال ورم الغدة الدرقية تسمى بعلاج ما بعد استئصال الغدة.
عندما يخضع المريض إلى عملية الاستئصال الكلي للغدة فبذلك لن يستطيع الجسم الحصول على الهرمونات الهامة التي كانت تنتجها الغدة، وبالتالي لن يستطيع السيطرة على معظم عملياته الحيوية. لذا يحتاج مريض الاستئصال الكلي إلى تناول أقراص من الهرمونات الصناعية التي تعوضه عن الهرمونات الطبيعية، ويتم ذلك بصورة يومية وسيستمر معه مدى الحياة، ويكون بجرعة محددة يحددها الطبيب من خلال المتابعة وإجراء فحوصات الدم وقياس مستوى هرمون الغدة الدرقية TSH، وعند الوصول إلى المستوى المطلوب يستمر المريض على نفس الجرعة مدى الحياة ما لم تحدث تغيرات طارئة مثل ما يحدث في حالة الحمل، فقد تحتاج المرأة الحامل إلى تغيير الجرعة أثناء الحمل، لذا لابد من المتابعة بصورة دورية، واستشارة الطبيب عند حدوث أية تغيرات.
بينما في حالة الاستئصال الجزئي للغدة قد لا يحتاج المريض إلى تناول هذه الأقراص من الهرمونات، لأن الجزء المتبقي من الغدة يمكنه تأدية وظيفة الغدة بصورة طبيعية، ولكن يقرر ذلك بعد متابعة مستوى هرمون الغدة الدرقية والتأكد من عملها بصورة طبيعية.
في حالة أورام الغدة الدرقية الخبيثة قد يحتاج المريض إلى أنواع أخرى من العلاج مثل: العلاج باليود المشع،. ويتم تحديد ذلك حسب ما يقرره الطبيب المختص وبعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة.